سعيد ابن عمي مش بني ادم..
كنت مستخبي ورا شجره في الضلمه و بالرغم من ضوء القمر كنت بحاول اخليه ما يشوفنيش.. بتنفس بسرعة و جسمي سُخن.. لاحظت ان وانا باخدد نفس بؤي بيعمل صوت ممكن يكشفني.. حطيط ايدي علي بؤي عشان اكتم نَفسي.. لازقت في الشجرة و حركت راسي بالراحة عشان ألمح ضلو واقف بعيد كان بيدور عليا.. لف بجسمو نحيتي عشان ارجع راسي بسرعة.. عدت ثانيتين و بصيط عليه تاني ملقتهوش.. نفخت الهوا بارتياح و قبل ما اقول الحمدلله لاقيتو ماسك رقبتي من ورا و انطط عليا خلاني اصرخ مرعوب..
- قفشتك
- انت شوفتني ازااي؟؟
- عيب عليك يا صحبي دنا ابن جنية
- يا اخويا اتلهي انت دايما بتتشطر عليا و عمرك ما مسكت سعيد و لو لمرة واحده حتي
سبني خالد و ابتدي يدور علي باقي العيال.. اللي منهم مستخبي زي ورا شجره هنا او هنا و اللي منهم في الطينه او ورا زير المايه و منهم اللي مستخبي وسط الزرع.. المهم ان كلهم كانو بيتقفشوا الا سعيد ابن عمي ..
خلصنا لعب و كالعادة محدش قدر يعرف سعيد بيستخبي فين
فجأة سمعنا صوت صويت! حد بيصوت , صوت زي ما يكون واحده سِت بتصوت الساعه 3 بليل! بصينا لبعض برعب و احنا سمعنها بتعيط بصوت عالي كمان.. بتعيط بُحرقة اثرت علينا و خلتنا ادمع من كتر الاحساس بالوجع لمجرد صوت عياطها اللي مره واحده يتقلب صراخ و صويت ممزوج بعياط شديد..
- يلا بينا يا محمد لازم نرجع البيت احنا بعدنا عنه اوي
قالها خالد عشان ارد عليه:
- انا فعلاً حاسس اننا بعدنا علي البيت.. هو ايه الصوت ده؟
اتكلم سعيد ابن عمي:
- منعرفش احنا دايما لما بنيجي نعلم مش بنسمع حاجه لكن اوقات نسمع صوت الصريخ ده و بنطلع نجري و نرجع تاني يوم نلعب ولا كأن في اي حاجه.
بصتلو باستغراب و قولتلهم هما و الخمس عيال ولاد جيرانهم في الكفر اللي كانو بيلعبوا معانا :
- طيب يلا بينا.. يلا.. انا هموت من الخووف
اتكلم واحد منهم بإستهزاء:
- ما تجمد يا ابن مصر و خليك شديد.. احنا هنا في الفلاحين ما بنهبش حاجة ولا نِخاف منها.. مش زيكوا انتو يا بتوع اللبان
ضحكوا بقيت العيال عليا عشان يتكلم سعيد ابن عمي و يشخط فيهم:
- بس ياه انت هو.. محمد ابن عمي و اللي يتريق عليه ازعلو يا حيلتها
- سيبك منهم يا سعيد.. المهم يلا بينا
اتحركنا فعلاً و واحنا ماشين قربت من سعيد و همست له:
- هو انتو محاولتوش قبل كده تعرفو الصوت ده جي منين!
بص سعيد تحت رجلو و هو ماشي و رد:
- لا محاولناش و مش هنحاول.. ارض الله واسعة و خالقو كتير.. مش اي حاجة ندور وراها يا محمد
- طيب مسألتش جدتنا عن الصوت ده قبل كده؟
بَصلي سعيد بغضب و بَرقلي و هو بيقول :
- اوعا يا محمد حد يعرف اننا بنيجي هنا.. لو حد عِرف مش هيخلينا نخطيها تاني
- اشمعنه؟
- قال ايه بيقولوا انها منطقه نجسه يا سيدي.. في عصر عُمده ظالم لقبه ( العمده دباح) في الستينات.. عرض الجنس علي واحده من خدامه و رفضت.. فقرر يعاقبها.. قلعها كل هدومها و ربطها في شجره من الشجر و فضل يعذب بيها و يضربها بالكرباج لحد مخلاها تركع و تتوسلوا ينام معاها بس يسبها تعيش.. لكنه جِه عليها اوي.. سبها بردو ليلة كمان مربوطه لوحدها وسط الزرع في عز التلج عريانه.. بتترعش و هي مربوط و تبكي لحد ما شافت قدامها كلب اسود بيلهث جامد و بيبوص عليها وهي عريانه.. اترعبت و ابتدت تعيط و هي حسه ان الكلب هينهش كل حته فيها.. قرب الكلب منها و ابتدا يركز علي جسمها كلو.. بيلف حولين الشجره عشان يشوف كل حته في جسمها يقدر يشوفها قبل ما يرجع قدامها تاني و هي تبصلوا بفزع تقول:
- امشي.. امشييي.. ابعد عن هنا
- الأ تُريديني أن اُحررك!
صرااخ.. صراااخ.. صرخت بأعلي ما عندها و هي بتبوص للكلب و ابتدت تعيط من الرعب.. مش عارفه تتكلم.. خرج صوتها مبحوح:
- انت... انت بتتكلم؟؟
- اُحررك مقابل ان تسجدي لي.. اطفالك جائعين بالبيت و علي وشك الموت.. استطع لحاقهم و احيائهم قبل موتهم.. اسجدي لي و اعلني الطاعه بأن تكوني خادمتي و سأمنحك عمر مديد و احررك و انقذ ولديك.
فجأة اتوقف عياطها و ابتدت تفكر.. بَصت للكلب و اختارت تِمشي وراه.. حركت راسها موافقه عشان تتفك بسرعة البرق.. و تعمل اللي الكلب أمر بيه! كفرت! مقابل ان عيالها ميموتوش.. و فجأة وقف الكلب علي رجليه الخلفيه و حضنها و نزل بيها تحت الأرض..
جه العمده تاني يوم الصبح عشان يلاقيها مربوطه و نايمه.. قرب من وشها و هو بيتأمل جمالها و هي نايمه.. حس انه عاوز يبوسها.. قرب من شفايفها و قبل ميبوسها.. شاف راسها راس كلب اسود كبيره اتفتحت علي اخرها و بلعت دماغو كلها قبل متتحرك راس الكلب بجنون يمين و شمال و راس العمد ببؤها لحد ما قطع الرأس بسنانه و جسم العمده وقع ميت من غير راس!
و من سعتها و الحته دي محظورة.. قبل كده كانت محظورة عشان العمده منبه محدش يهوب نحيتها و دلوقتها بقت محظورة عشان لاقو جثته مدبوحه..
- لا ثانية كده.. وانت عرفت كل ده منين يا سعيد
بصلي سعيد بجمود و همس:
- حلمت بيه
- لا والله!
- ده اللي حصل.. انا مش بكدب
- و حكيت لمين عن الحلم ده؟
- انت بس
- انا بس؟ ده ليه؟!
- لأنك سألت و بعدين انا واثق انك عُمرك مهتقول لحد
- اااه .. ماشي ياعم سعيد
مردتش ازود في الكلام.. فضلنا ماشين لحد منوصل البيت و انا بفكر بقول انا مش عاوز احط نفسي في حوارت و حجات غلط.. المزارع معروفه بالعافريت .. انا جي انا واهلي اسبوع في الفلاحين عند قرايبنا نريح دماغنا مش نشغلها.. و فعلاً قررت اتجاهل الموضوع.. وصلنا البيت و طلعت انام.. البيت مكون من طابق واحد عايشه فيه جدتي لوحدها مع ابن عمي سعيد اللي امه و ابوه واخوه ماته و هو صغير و محدش يعرف ازاي..حاولت انام لكن معرفتش.. طلعت اقف في البلكونه عشان اشوف قدامي سعيد ابن عمي و هو بيطبط علي كلب اسود ضخم!
صرخت في سعيد بسرعه:
- سعيييييد.. انتتت بتعمل ايه؟!!
لاقيت فجأة ايد علي كتفي وانا واقف في البلكونه عشان الاقيها ايد سعيد بيبوصلي و بيقولي:
- مالك يا محمد؟ في اااايه؟؟
بصتلوا وانا مرعوب و شيلت ايدو من عليا.. مكنتش قادر اتكلم.. انا لسه شيفو في الشارع.. بصيت في الشارع بسرعه لاقيتو فاضي مفيهوش حد.. حولت افهِم سعيد اللي انا شوفته.. بصلي برعب و حاول يهديني و فين و فين لما هديت و اقتنعت انها تهيؤات.
عدت الليله و جه تاني يوم بليل العيال كلها قالت هنلعب تاني استغمايه في نفس الحته.. قولتلهم لا .. حاولت اقنعهم لكن مرضوش يسمعوا كلامي وراحو يلعبوا.. و في اليوم ده استنتهم للفجر لكنهم مجوش. قلقت عليهم و روحت اشوفهم لقتهم مش موجودين .. كلهم اختفوا .. بصيت ورايا لاقيت كلب اسود كبير بيبوصلي و بيلهس و فجأة! لقيتو بيبتسم!! و سنانو كلها دم!
رجعت جري علي البيت و دخلت الاوضه و قفلت عليا .. مكلمتش مع حد من اهلي و حاولت ابقي هادي قدامهم.. سمعت صوت صريخ.. طلعت البلكونه عشان اشوف الجيران قلبين الدنيا علي عيالهم اللي كانو بيلعبوا معانا و مش لاقينهم.. الغريب ان عمي مش ملاحظ غياب سغيد و خالد.. قعدت افكر ازاي ارجع ولاد عمي.. انا الوحيد اللي يعرف القصه.. اكيد الشيطان ده حابسهم تحت الأرض مع الست.. مسكت الراديو بتاعي الصغير اللي عليه قراءن و حطيطه في جيببي و روحت للحته اللي كنا بنلعب فيها.. فضلت واقف و فضلت انادي علي سعيد..
- يااا سعيييد... يااا سعييييد
فجأة لاقيت قدامي الكلب.. مع اني متوقع الا اني خوفت تاني.. مجرد ما بشوفه بترعب لكني اتشجعت و ابتديت اتكلم بصوت بيترعش:
- فين سعيد و خالد؟
الكلب مردش عليا..
- انت عملت فيهم حاجه؟
سمعت صوت الزرع من ورايا بيتحرك بصيت بطرف عيني مشوفتش حاجه لكن روحت بوشي للكلب عشان ملقهوش هو اللي مواقف.. لقيت سعيد! بيبوصلي و عينه زي المصباح بتنور احمر؟!
بيبوصلي و بيقولي: غلط يا محمد تيجي لوحدك.. انت مش عارف ان الشيطان بيجي هنا؟
بصيت حوليا لاقيت كل العيال اللي كانوا بيلعبو معايا واقفين زي الصنم .. عملوا دايره حولين سعيد.. و في لحظة!
سجدو!
سعيد بصلهم بفرح و رفع راسه للسماء و غمض عينه و فجأة حسيت بايد اتحطط علي راسي عشان ادير اشوف ايد مين.. لاقتها ايد لست عريانه! بصتلها بخوف و هي بتقرب مني و بتقول:
- عايز تنقذ حياتك؟ اسجدله
و شاورت ناحية سعيد و العيال اللي محوطينه.. عشان ملاقيش سعيد من الأساس.. لقيت الكلب الأسود واقف مكان سعيد و العيال اللي كانت سجداله بقت كلها كلاب اصغر في الحجم منه.. لسه موطين رأسهم و ممدين ايدهم عي الأرض في طاعه..
اتكلمت العفريته تاني:
- تحب مصيرك يبقي زي مصير العمده ولا يبقي مصيرك زي مصير صحابك و زي؟ تبقي ابدي.. متموتش.. تقدر تختفي و تظهر ..تبقي ملعون!
لفت حوليا و قربت من ودني و همست:
- تبقي شيطان بجسم طفل.
فجأة حسيت بهوا جااامد و شوفت طيف زي ما يكون ملاك.. طاير في الهوا.. قرب مني و ركزت في وشه عشان الاقيه وش راجل كبير عنده شنب عريض.. فضل يوشوشني بكلام كتير بسرعة.. و الست العفريته عماله تلف حواليا و فجأة قربت مني وحضنتي من وسطي بقوة و بصتلي و قالت بصوت عريض: أتقبل ان تكفر بربك و تكن عبداً ام اجعلك تتمني لو ان كفرت.
في لحظة و من غير تفكير طلعت المصحف من جيبي و فتحته بسرعه علي اي سورة و حطيطه في دماغها.. علي جبينها بالتحديد.. ابتدت تصرخ زي اللي مسها النار.. و هي مش عارفه تتنفس .. عشان الكلب الكبير يجري عليها و يفضل ينبح بصوت الكلب و يعيط بصوت سعيد و يقول وسط صراخه: أمــــــي!
الحكاية اللي حكيهالي سعيد كلها كذب.. العمده الدباح مكنش طمعان في الشغاله بتاعته.. ده مسكها ربطها في الشجره و فضل يعاقبها عشان كل الشغالين في القصر قالوا انها سَحاره و دجاله.. بتأذي اللي ميعجبهاش و بتطبل و تهلل وقت كل أذان.. سِت مخبولة الشيطان ركبها.. حاول العمده معاقبتها لكنها قتلتو و عيالها الأتنين اختفو من بيتها و محدش يعرف راحو فين.. الشيطان حليف السَت من قبل ما تتعرض للعقاب علي ايد العمده.. و لما سجدتله مكنش حاجة جديدة.. عيالها الأتنين فيهم و احد مات و واحد الشيطان لاحقه و هو بيموت و استحوذ علي جسمه و ده سعيد.. سعيد هو الشيطان! روح العمده اللي ظهرتلي بتقولي انهم بيتغذوا علي الأرواح.. الموت.. الكُفر! و لازم اهرب.. سبت المصحف لازق علي دماغها و هربت .. فضلت اجري لحد ما وصلت البيت.. و صرخت في جدتي:
- جدتي.. سعيد مش بني آدم.. سعيد مش بني آدم
- سعيد مين يا ابني؟
- سعيد ابن عمي.. كنا بنلعب مع بعض كل يوم و في الاخر طلع مش بني ااادم
بصتلي بحزن من غير ما تستغرف.. ستي كانت وشها كلو تجاعيد و بتلبس عبايه زرقه غامق دايما.. بصتلي بعينها المكحلة و ردت عليا رد عمري ما توقعته:
- و مين فينا بني آدم يبني؟!
- ايه !!!!!
فجأة لاحظت دم تحت رجلي بصيت علي يميني لاقيت جثه ابويا و امي من غير راس.. و جدتي بتبوصلي مبتسمه و وراها ظهر سعيد .. قربت مني و هي مبتسمه و وشها بيتحول لوش واحده شابه و بتقول:
- ألم اخبرك بأن تكن عبداً لي او اجعلك تتمني لو انك مت..
تمت
واو بس نريد تكملة
ردحذف